شباب اليوم جايب لكم قصة نبي الله يحيي عليه السلام بسم الله الرحمن
قصة نبي الله يحيى عليه السلام
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان من زهد يحيى بن زكريا (عليه السلام) أنه أتى بيت المقدس فنظر إلى المجتهدين من الأحبار والرهبان عليهم مدارع الشعر وبرانس الصوف وإذا هم قد خرقوا ترقيهم وسلكوا فيها السلاسل وشدوها إلى سواري المسجد فلما نظر إلى ذلك أتى أمه فقال يا أماه انسجي لي مدرعة من شعر وبرنسا من صوف حتى آتي بيت المقدس فأعبد الله مع الأحبار والرهبان فقالت له أمه حتى يأتي نبي الله وأؤامره في ذلك فلما دخل زكريا (عليه السلام) أخبرته بمقالة يحيى فقال له زكريا يا بني ما يدعوك إلى هذا وإنما أنت صبي صغير فقال له يا أبة أ ما رأيت من هو أصغر سنا مني قد ذاق الموت قال بلى ثم قال لأمه انسجي له مدرعة من شعر وبرنسا من صوف ففعلت فتدرع المدرعة على بدنه ووضع البرنس على رأسه ثم أتى بيت المقدس فأقبل يعبد الله عز وجل مع الأحبار حتى أكلت المدرعة من الشعر لحمه فنظر ذات يوم إلى ما قد نحل من جسمه فبكى فأوحى الله عز وجل إليه يا يحيى أ تبكي مما قد نحل من جسمك وعزتي وجلالي لو أطلعت إلى النار إطلاعة لتدرعت مدرعة الحديد فضلا عن المنسوج فبكى حتى أكلت الدموع لحم خديه وبدا للناظرين أضراسه فبلغ ذلك أمه فدخلت عليه وأقبل زكريا واجتمع الأحبار والرهبان فأخبروه بذهاب لحم خديه فقال ما شعرت بذلك فقال زكريا يا بني ما يدعوك إلى هذا إنما سألت ربي أن يهبك لي لتقر بك عيني قال أنت أمرتني بذلك يا أبة قال ومتى ذلك يا بني قال أ لست القائل إن بين الجنة والنار لعقبة لا يجوزها إلا البكاءون من خشية الله قال بلى فجد واجتهد وشأنك غير شأني فقام يحيى فنفض مدرعته فأخذته أمه فقالت أ تأذن لي يا بني أن أتخذ لك قطعتي لبود تواريان أضراسك وينشفان دموعك فقال لها شأنك فاتخذت له قطعتي لبود تواريان أضراسه وتنشفان دموعه فبكى حتى ابتلتا من دموع عينيه فحسر عن ذراعيه ثم أخذهما فعصرهما فتحدر الدموع من بين أصابعه فنظر زكريا إلى ابنه وإلى دموع عينيه فرفع رأسه إلى السماء فقال اللهم إن هذا ابني وهذه دموع عينيه وأنت أرحم الراحمين وكان زكريا (عليه السلام) إذا أراد أن يعظ بني إسرائيل يلتفت يمينا وشمالا فإن رأى يحيى (عليه السلام) لم يذكر جنة ولا نارا فجلس ذات يوم يعظ بني إسرائيل وأقبل يحيى قد لف رأسه بعباءة فجلس في غمار الناس والتفت زكريا يمينا وشمالا فلم ير يحيى فأنشأ يقول حدثني حبيبي جبرئيل عن الله تبارك وتعالى إن في جهنم جبلا يقال له السكران في أصل ذلك الجبل واد يقال له الغضبان لغضب الرحمن تبارك وتعالى في ذلك الوادي جب قامته مائة عام في ذلك الجب توابيت من نار في تلك التوابيت صناديق من نار وثياب من نار وسلاسل من نار وأغلال من نار فرفع يحيى (عليه السلام) رأسه فقال وا غفلتاه من السكران ثم أقبل هائما على وجهه فقام زكريا (عليه السلام) من مجلسه فدخل على أم يحيى فقال لها يا أم يحيى قومي فاطلبي يحيى فإني قد تخوفت أن لا نراه إلا وقد ذاق الموت فقامت فخرجت في طلبه حتى مرت بفتيان من بني إسرائيل فقالوا لها يا أم يحيى أين تريدين.
قالت أريد أن أطلب ولدي يحيى ذكر النار بين يديه فهام على وجهه فمضت أم يحيى والفتية معها حتى مرت براعي غنم فقالت له يا راعي هل رأيت شابا من صفته كذا وكذا فقال لها لعلك تطلبين يحيى بن زكريا قالت نعم ذاك ولدي ذكرت النار بين يديه فهام على وجهه قال إني تركته الساعة على عقبه ثنية كذا وكذا فأقعى قدميه في الماء رافعا بصره إلى السماء يقول وعزتك مولاي لأذقت بارد الشراب حتى أنظر إلى منزلتي منك وأقبلت أمه فلما رأته أم يحيى دنت منه فأخذت برأسه فوضعته بين يديها وهي تناشده بالله أن ينطلق معها إلى المنزل فانطلق معها حتى أتى المنزل فقالت له أم يحيى هل لك أن تخلع مدرعة الشعر وتلبس مدرعة الصوف فإنه ألين ففعل وطبخت له عدس فأكل واستوفى فنام فذهب به النوم فلم يقم لصلاته فنودي في منامه يا يحيى بن زكريا أردت دارا خيرا من داري وجوارا خيرا من جواري فاستيقظ فقام فقال يا رب أقلني عثرتي إلهي فبعزتك لا أستظل بظل سوى بيت المقدس وقال لأمه ناوليني مدرعة الشعر فقد علمت أنكما ستورداني المهالك فتقدمت أمه فدفعت إليه المدرعة وتعلقت به فقال لها زكريا يا أم يحيى دعيه فإن ولدي قد كشف له عن قناع قلبه ولن ينتفع بالعيش فقام يحيى فلبس مدرعته ووضع البرنس على رأسه ثم أتى بيت المقدس فجعل يعبد الله عز وجل مع الأحبار حتى كان من أمره ما كان.
عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه (عليه السلام) أن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال جمع الخير كله في ثلث خصال النظر والسكوت والكلام فكل نظر ليس فيه اعتبار فهو سهو وكل سكوت ليس فيه فكرة فهو غفلة وكل كلام ليس فيه ذكر فهو لغو فطوبى لمن كان نظره عبرا وسكوته فكرا وكلامه ذكرا وبكى على خطيئته وأمن الناس شره.الرحيم